صورة لتسكين الأوجاع

عندما سافرت بورسعيد فى رحلة مع مجلتى الحبيبة اكتوبر. وكانت الرحلة خمسة ايام لا اكثر. انعزلت عن بقية الزملاء وظن بعضهم ان الغرور قد تملكنى او شيئ من هذا القبيل .. يذهبون للترفيه واللعب ولا احضر معهم . يرتبون للعب الكرة ولا اذهب معهم. كنت فى الحقيقة مشغول جدا بالتفكير فى عمل او فكرة مصورة عن تلك المدينة الباسلة .. لم اعرف كيف أبدأ .. فقد تعلمت من ابى الروحى “باولو كويليو” الكاتب البرازيلى .. جملته المعروفة ( قف وقت التوقف وسر وقت المسير) معذرة “عمنا باولو هكسر كلامك حبتين وهمشى بدماغى بقى حبتين”.. مشيت على شاطئ بورسعيد ابحث عن فكرة جديدة قصة مصورة تدر لى قسطا من السعادة لمدة ايام او اسابيع. كانت القواقع تملأ الشاطئ.. وكان ثمة رجل عجوز يغربل شيئا لم اره من قبل او لم اعرفه.. عرفت منه انهم يأتون بعد الفجر لصيد ام الخلول التى تتواجد فى فصل الشتاء فقط. نظرا لموتها فى الصيف من حرارة الجو وحرارة مياه البحر. اتفقت معه على الحضور فجرا وتصوير مراحل الصيد والغربلة والتعبأة والخ .. لم يمانع الرجل ووافق على الفور.

نهضت من فراشى مسرعا الخامسة صباحا وذهبت الى الشاطئ وكاميرتى على كتفى باحثا عن سعادة جديدة تسكننى اسبوعا او اسبوعين .. فالصورة الجميلة التى اسعى دائماً لاصطيادها هى _ الوحيدة_ التى تشعرنى بالسعادة لايام او لاسابيع او لعدة شهور .. قمت بتصوير الرجل ورجال اخرون غمرونى بحبهم بالحكى والالفة والمحبة.

فى اليوم التالى اتصل بى صديقى العزيز مصور بورسعيد الكبير الفنان محمد كمال احد ابرز مصورى بورسعيد الصحفيين والذى كان يعمل وقتها بصحيفة الوطن مراسلا لها من بورسعيد.

تصادف ان اليوم هو اليوم العالمى لمرضى التوحد ومبنى هيىئة قناة السويس ببورسعيد سيتزين بإضاءة زرقاء للتضامن مع الحدث. وسوف يقوم المصورين ببورسعيد لأخذ صورة تذكارية من امام مبنى هيئة قناة السويس من ناحية بورفؤاد .. الاصدقاء انشغلوا بتجهيز “ترايبود” لى كى استطيع تصوير المبنى .. نجحوا فى ذلك صراحة لكنهم تعطلوا لذلك بعد الدقائق ولم يستيطعوا اخذ صورة للمبنى وقت الغروب بالاضاءة الزرقاء وخلفية السماء الحمراء التى استطعت تصويرها لاننى اول من جهزوه له “الترايبود” لا اعرف كيف اعبر لهم عن مدى حبى وعشقى لهم من كرمهم وحسن استقبالهم.

مبنى هيئة قناة السويس وقت الغروب فى اليوم العالمي للتوحد بعدستي

خاصة من المصور الكبير محمد كمال والمصور المعتزل التصوير رامى زرومبة الذى اقام لنا مأدبة عشاء فى بيته بحضرة والده الفنان التشكيلى المعروف الاستاذ عاطف زرومبة ورئيسى فى قسم التصوير بالمجلة الاستاذ محمد حنفى.. لكم جميعا كل المحبة وكل التقدير.

كل ذلك ولم اعرف ان فى نهاية العام ستطلق مسابقة وتحت رعاية اتحاد المصورين العرب بعنوان “بورسعيد بعيون مصرية” والتى اشتركت فيها بعملين فقط .. صياد ام الخلول .. ومبنى هيئة قناة السويس.

ولم يخطر فى بالى نهائيا اننى سأفوز بالمسابقة وبالمركز الاول عن محور بورسعيد .. الا عند سماع اسمى على خشبة مسرح قصر ثقافة بورسعيد.

اشكر كل مصورى بورسعيد واشكر كل من وقف بجانبى.

[huge_it_slider id=”8″]

 

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …