فرقة علي يديّ الافتراضية

لم يكن مشروع مصر لادانة بناء المستوطنات في هذا الوقت ومحاولاتها رأب الصدع واتمام المصالحة الداخلية سوي اهتمام بقضية لم يعد يلتفت إليها أحد ؛ لكن بدلاً من ادراك أبعاد المشروع وتوقيته تحولنا إلي السجالات الوهمية نظراً لسحب المشروع الذي لم يكن سوي طلب تأجيل للتصويت في مثل هذه القضايا الشائكة  .
وتبرعت فرقة “علي يدي” في تفسير وتحليل  والسخرية من هذا الموقف المعتاد فيما يتعلق بالمنظمات الدولية ، فهاهو ترامب يتصل بالسيسي من منزله في مكالمة هاتفية ليهدد ويتوعد علي الرغم من أنه ليس رئيساً حتي الآن ولايملك أي صلاحيات لذلك ، أما رئيس الوزراء الاسرائيلي فقد قام هو الآخر بالاتصال ليهدد ويتوعد علي الرغم من انتماءات السيسي اليهودية فكل هذا مسجل ومكتوب ، بينما قامت الدول الأربعة بالاتصال لتهدد وتتوعد ، كل هؤلاء هددوا وتوعدوا السيسي في مكالمات مسجلة ويمكنك قراءة مادار فيها إذا حجزت تذكرتك المجانية اليومية علي المواقع التواصلية !!
علي الرغم أن ما حدث مجرد تأجيل معتاد في مثل هذه القرارات التي تتحكم فيها التوازنات الدولية والاقليمية لكن تصويرها وكأنها “عركة” بين قبيلتين أو عائلتين يجعلنا نتساءل هل هكذا تُدار قضايا الدول ؟
لقد تداولت فرقة “علي يدي” بطريقة “كيد النسا” معلوماتها السرية ومعرفتها بالتفاصيل الدولية بعيداً عن مفهوم المفاوضات وكواليسها وسريتها ، ولم يصل إليهم شكر كبير المفاوضين منذ عام ١٩٩٦ الفلسطيني صائب عريقات لمصر والتأكيد علي دورها في كافة المراحل لتمرير مشروع القرار ، ولم يخبرهم أحد أن بلاد الحريات التي يعبدون ديمقرطيتها لديها وثائق تحت عنوان سري وسري للغاية لايتم الافراج عنها إلا بعد مرور عشرين عاماً وأكثر بحسب سريتها للتأكد من عدم تأثيرها علي الأمن القومي !!
عندما يتصل الجميع بالسيسي ليهددوا ويتوعدوا في آن واحد في النسخة الافتراضية ويتم التصويت لصالح مشروع قرار “مصر” وتتاح الفرصة لاتفاق علي حل شامل للقضية بعيداً عن الشعارات العنترية والمزايدات الاقليمية ؛ لن تسمع سوي صمت فرقة “علي يدي” الافتراضية  . فهل نحن مدركون ؟

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …