زمان الرويبضة ؟ !

 

محمد المصرى

للأديب الكبير أحمد بهجت توليفة جميلة فى كتاباته الصحفية أو مؤلفاته الدينية فهو – رحمه الله –  يمزج بين الأسلوب الصحفى السهل الممتنع ،  والعمق الثقافى ، والسخرية اللاذعة فى تناول قضايانا الأجتماعية والسياسية والاقتصادية , والنفحات الصوفية التى تعلمنا الحب والصفاء وتدخل على نفوسنا  السلام والطمأنينة

ورغم أنه كان من أحد نجوم الصحافة العربية وله مدرسة صحفية تخرج فيها مئات الصحفيين .. لكنه كان يتميز بالتواضع الشديد والبساطة فى التعامل مع كل الأجيال  .. وقد تعرفت عليه عندما كان رئيساً لتحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون فكنت أشعر بأدبه الجم وتعامله الإنسانى والراقى  فى كل تصرفاته .

ويبدو أن الاستاذ أحمد بهجت كان يقرأ فنجان ما سوف  يحدث على الساحة العربية الآن فى بعض الدول التى تراق  فيها  الدماء الرخيصة بكل سهولة .. ورفع المسلمون السلاح فى وجه بعضهم بعضا  بعد غياب العقول ..  ثم اختلال الموازين واصبحت  الكلمة لمن ليس اهلاً للتكلم فى الأمور العامة .. فقد نشر مقالا فى عموده صندوق الدنيا بجريدة الأهرام  فى 2 مايو1995عثرت عليه بين اوراقى القديمة بعنوان  “زمان الرويبضة ”  يسرد لنا هذا الواقع الأليم الذى نعيشه .. وكان المقال رسالة نشرها للأستاذ فريد عبد الخالق بعثها له قال فيها بالحرف الواحد :

من اعلام نبوة محمد عليه الصلاة والسلام اخبار الأمة عن بعض ما سوف يحدث لها فى ازمان قادمة من أمورعظام ،و ذلك للتحذير والتدبر وتفادى الخطر والضرر إن هى فقهت والا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير, وهو الذى كان لانها لم تفقه ولا حول ولا قوة الا بالله

ومن ذلك ما جاء فى حديثين صحيحين اما اولهما فقد جاء فيه ذكر ” الهرج” وهو قتل المسلمين بعضهم بعضا , سواء فى حروب تقع بين دولهم أو حروب أهلية تقع فى دورهم أو ما فى حكمها .. وهى كلها محرمة شرعاً .. وهذا أمر اسيف حدث للأمة مؤخراً ونال منها بكل الموازين والأصعدة .. ومن اللافت للنظر أن الحديث رد السبب الرئيسى فى هذه الفتنة الكبرى إلى خلل يصيب عقول أهل هذا الزمان .

وهذا نص الحديث ” إن بين يدى الساعة  “الهرج ” قالوا : وما الهرج

قال  : القتل , ليس بقتلكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضا .

قالوا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟

قال   : إنه لتنزع عقول أهل هذا الزمان ويخلف له هباء من الناس , يحسب اكثرهم انهم على شئ وليسوا على شئ

أما الحديث الثانى فقد جاء فيه ذكر سنوات تأتى على الأمة تختل فيها موازين الصدق وتضيع الأمانة بين الناس وتكون الكلمة فيها لمن ليس أهلا للتكلم فى الأمور العامة و هو  ” الرويبضة ” وهى لغة تصغير الرابضة وهو الرجل التافه ينطق فى أمر العامة ..  وهذا نص الحديث النبوى :

” سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق , ويؤتمن فيها الخائن , ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة .

قيل : وما الرويبضة ؟

قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

والحديثان الصحيحان يحذران الأمة من خيال العقل الذى يفضى بها إلى قتل بعضها بعضا واختلاط امرها وفساد احوالها وذهاب سلطانها اليس هذا زمانهما؟

*****

وأقول : لله الأمر من قبل ومن بعد

Mohamedelmasr1@hotmail.com

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …