ديمقراطية أم ترتر

خاب ظني عندما رأيت كافة سلوكياتنا “المستثورة” التي اعتقدت أنها تحمل شعار صنع في مصر وتخيلت أن وجودها يقتصر علي بلادي فقط ، انتقلت لأماكن أخري.

فقد كانت صدمتي الأولي في الانتخابات الأمريكية في لحظة تخيلتها لن تتكرر ، ورددت إنها “انتكاسة” أمريكية وسينتهي الأمر فربما “صدمة” فوز ترامب أظهرت حالة من عدم التوازن ستنتهي في كل الأحوال .

لكن الانتخابات الفرنسية جاءت بنفس الأحداث ، فلم أكن أتخيل أن فرنسا “مصنع الحريات والديمقراطيات” تندلع فيها أحداث العنف لمجرد وصول ماري لوبان للمرحلة الأخيرة من الانتخابات !! ولم أتصور كل هذا القدر من الاعتراضات العنيفة علي مجرد ترشحها وكأن الديمقراطية الحالية تحمل شعار أنها “لمن نريد فقط ” !!

ورأيت كل معترض يقف بمفرده صارخاً “نحن لانريد” لتتساءل ببراءة “انت مين ياعم” ؟؟

ورأيت فيما يري الحالم فوز “لوبان” و شوارع باريس متكسرة وزجاجات المولوتوف تنتشر لتحرق الشانزليزية ومقتنيات ” اللوفر” متدمرة ، وتخيلت مشاعر مؤيدي “لوبان” في تلك اللحظة وهم يشعرون بالأسي علي ضياع حلمهم بالاستقرار وراء رئيس جديد لفرنسا ، وقرارات “لوبان” لمواجهة كل هذا العنف ، واستيقظت لأحمد الله علي فوز “ماكرون” .

لم تكن أحداث أمريكا وفرنسا مصدر خيبة املي الوحيد فانتقال الأحداث نحو فنزويلا أعاد مشاهد أخري من العنف اعتراضاً علي واقع من المفترض أنه ديمقراطي !!

قديما كانت الديمقراطية اختيار وحكم أغلبية وممارسات برلمانية ووجود حزبي وامتلاك الشارع السياسي أو السعي نحو ذلك بكل السبل ، لكن من الواضح أنها لها وجهاً آخر أصبح هو البديل ، لتصبح حكم “من نريد” والأ سيبعث “شمشون” من جديد ليردد مقولته الأشهر “علي وعلي أعدائي” فهذا هو الاصدار الجديد الذي علي الدول أن تتحمله . فهل نحن مدركون ؟

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …