حرية ماما “اونطه” 

أحسست بالفخر والسعادة أثناء متابعة الانتخابات الأمريكية لأشاهد إعادة الانتخابات  المصرية عام ٢٠١٢ ؛ ليواجه”الأمريكان” الاختيار مابين السيء والأسوأ !!
ولتتراجع كافة شعارات الحرية والديمقرطية في لحظات بعد اعلان فوز “ترامب” ، ليظهر “الزيف” الصريح  لتواجه “ماما أمريكا” مصيرها المحتوم .
لقد كانت وسائل الاعلام ومؤسسات الدولة تدعم “هيلاري كلينتون” بصورة تتلاشي معها كل ما قالوه لنا عن اختيارات الشعوب ؛ فقد أحسست بريح  “فيرمونت” تطل من أقصي الكرة الأرضية ورأيت فزاعة “ترامب” الذي تم تشويهه بكل الطرق ليتم توجيه صوت المواطن الأمريكي نحو “هيلاري” ، ثم  تأتي كافة الاستطلاعات والتقارير والحوارات قبل الانتخابات لتؤكد فوزها المحتوم لنري بوضوح حالة “العداء” الاعلامية التي من المفترض أنها “موضوعية” فندرك “علي ميه بيضا” حالة الزيف المصدرة لنا  ؛ ثم تهبط عدالة السماء ليفضح المواطن الأمريكي كل هذا ولينجح  “ترامب” .
لقد توالت الاعتراضات واشعال الطرق والعداء ضد كل من ساهم في هذه النتيجة ، فهناك من ضرب من يؤيد “ترامب” بل وصل الأمر أن الأم تعاقب ابنها علي تأييده له ، وهناك من أعلن المؤتمرات لتصاب أمريكا بحالة لا إرادية من “الاعتراض” ؛ وكأن مايحدث لم يكن انتخابات في كافة الولايات !!
أما الصدمة الأكبر في “الحرية” المزعومة فلم تكن اشعال الطرق واعلان بعض الولايات “الاستقلال” والدعوة لاستكمال طريق “الثورة”  ؛ فالقشة التي قصمت ظهر كافة  “الشعارات” كانت الحديث حول النظام الانتخابي الامريكي الذي أصبح فجأة لايعبر عن “إرادة” الجماهير وكأن “ترامب” ليس الرئيس الخامس والأربعين  !!
لم تكن نتيجة الانتخابات الصدمة الوحيدة التي جاءت لتؤكد اختيار المواطن الأمريكي “ترامب” علي الرغم مما سبق الانتخابات ؛ لكن الصدمة الحقيقية لكل من آمن بما قيل عن الحرية والديمقراطية الأمريكية ليري لأول مرة تمثال “العجوة” بوجهه القبيح ، وليدرك أنه اشتري بضاعة زائفة صُنعت خصيصاً لمواطن العالم الثالث الذي لم يدرك أن لكل منا دوره المزعوم .
لازلت اتذكر كلمات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الكاذبة “عندما تصل الأمور للأمن القومي لا تسألني عن حقوق الإنسان” ، والتي لا اعتقد أنه في حاجه لقولها فهم قوم “أفعال” لاأقوال ، فاعتقال ١١٠٠ شخص في هذه الأحداث لا يحتاج حديثاً عن أي حقوق !! وكذلك فوز “ترامب” جاء ليكشف الجوانب الأقبح التي لم يكن يراها الكثيرون . فهل نحن مدركون ؟

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …