تاريخ العلاقات المصرية مع الفاتيكان

تحتفظ مصر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة منذ بدء تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في 23 مايو 1947.

يوجد اتفاقا عاما في سياسة الدولتين تجاه قضايا أساسية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل نهائي بشأن وضعية القدس، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعضيد الحوار بين الأديان (الإسلامي – المسيحي)، والحفاظ على الترابط الأسري، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة الإرهاب .

الزيارات المتبادلة:

– فى 16/7/2016 قام وفدا كنسيا من الفاتيكان ضم كلا من الأب أنزو فورتنانتو و الأب ماورو جامبيتى، من كاتدرائية القديس فرنسيس البابوية فى مدينة آسيزي، بزيارة لمصر. التقى به حلمى النمنم وزير الثقافة. بحثا الجانبان التعاون ما بين وزارة الثقافة المصرية والكاتدرائية في عمل مبادرة دولية لتحاور الاديان والتبادل الثقافي واقامة مؤتمر دولى عام 2019 عن “حوار الثقافات” يتم الاعداد له وتنظيمه من الآن.

– فى 22/5/2016 قام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين بزيارة للفاتيكان، استقبله البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بحثا الجانبان جهود نشر السلام والتعايش المشترك في زيارة هى الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين ، كما ناقشا تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.

– في 24 / 11 / 2014 وفي أول زيارة لرئيس مصري للمقر البابوي بالفاتيكان منذ 8 سنوات ، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا ، أكد الجانبان خلال اللقاء على استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية والتي يمكن البناء عليها لتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما فى مواجهة الأفكار المتطرفة.

كما عقد الرئيس لقاءً بعد ذلك مع الكاردينال “بيترو بارولين” أمين سر الفاتيكان، والذي أشاد بالدستور المصرى الجديد الذي تم إقراره في يناير 2014 وما تضمنه من ضمانات للحقوق والحريات، كما أعرب عن تقديره للإشارة إلى رحلة العائلة المقدسة في مصر في ديباجة الدستور الجديد.

زيارة البابا الراحل “يوحنا بولس” الثاني إلى مصر في 24 فبراير عام 2000 ، والتي كانت الزيارة الأولى من نوعها التي يجريها أحد بابوات الفاتيكان إلى مصر مما أكسبها بعدا تاريخيا فضلا عن الترحيب والتقدير العميق الذي لاقته الزيارة من مختلف أوساط المجتمع المصري ، والتقى خلالها البابا الراحل بالرئيس السابق مبارك حيث تبادل الجانبان وجهات بشأن مسيرة السلام في الشرق الأوسط ومستقبل، فضلا عن ملف العلاقات الثنائية بين مصر والفاتيكان.

كما تضمنت زيارة البابا الراحل لقاءين مهمين مع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ليؤكد البابا بذلك على أهمية الحوار بين مختلف الأديان من جهة، وأهمية التواصل مع الطوائف المسيحية من جهة أخرى .

زيارة الرئيس السابق مبارك للفاتيكان يوم 13 مارس 2006 حيث التقى البابا بنيدكت السادس عشر، وذلك للمرة الأولى منذ استلام البابا مهام الكرسى البابوى. تطرقت المحادثات الثنائية إلى العلاقات الطيبة التي تجمع مصر والفاتيكان، واستعرضت مستقبل السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وتم تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع فى العراق وإيران.

زيارة وزير الخارجية للفاتيكان يوم 6 نوفمبر 2007 حيث التقى المونسينيور دومينيك مامبرتى وزير الخارجية، وتطرقت المحادثات حول سبل التعاون المشترك بين مصر والفاتيكان في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وبصفة خاصة عملية السلام والأوضاع فى لبنان والسودان.

العلاقات الاقتصادية:

في ضوء الطبيعة الخاصة لدولة الفاتيكان ، لا توجد علاقات تجارية تربطها بأي من دول العالم .

التعليم:

يخصص الفاتيكان عدداً من المنح الدراسية للطلاب الذين توفدهم الكنيسة الكاثوليكية بمصر بغرض دراسة العلوم الدينية والفلسفية والقانون الكنسى بجامعات ومعاهد الفاتيكان المتخصصة.

العلاقات الثقافية:

يثمن الفاتيكان الدور الذي تلعبه مصر في مجال الحوار الإسلامي – المسيحي ، كما يعتبرها ركيزة أساسية على هذا الصعيد بالنظر إلى مكانتها التاريخية في العالم الإسلامي من جانب ، ولاحتضانها الأزهر الشريف على أراضيها من جانب آخر.

يوجد تنسيق قائم بين الدولتين على الصعيد الديني من خلال اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان والتي تم التوقيع على إنشائها في 28 مايو 1998 بالفاتيكان.

عقدت لجنة الحوار أعمالها بمشيخة الأزهر الشريف يومي23 و 24 فبراير 2010، برئاسة كل من فضيلة الاستاذ الدكتور “محمد عبدالعزيز واصل” وكيل الأزهر ورئيس لجنة الحوار ونيافة الكاردينال ” جان لوي توران ” رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان ، حيث تناول المشاركون هذا العام تنامي ظاهرة العنف الديني ، وكيفية مكافحتها.

يؤكد الفاتيكان على التزامه بتطبيق مبادئ المجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعت إلى تدعيم أسس الحوار مع الكنائس غير الكاثوليكية ، والانفتاح على الأديان غير المسيحية الأخرى، مؤكدا عزمه على مواصلة الحوار الذي بدأه البابا يوحنا بولس الثانى مع أتباع تلك الديانات.

يرتكز تعامل الفاتيكان مع الشأن الإسلامي على مبدأين أساسيين هما: المعاملة بالمثل والاحترام المتبادل، ويحرص الفاتيكان على التأكيد على أهمية احترام الحريات الدينية، وإعطاء المسيحيين في الشرق نفس الحقوق التي يتمتع بها المسلمون فى الغرب، لاسيما فيما يتعلق بحرية ممارسة العبادات والشعائر الدينية في العلن، وإقامة الكنائس.

شاهد أيضاً

الحكومة: أزمة الكهرباء لا علاقة لها بالأخبار المغلوطة حول مشكلة بالغاز

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه في شهور الصيف يتوقف تصدير الغاز بسبب …