هيا بنا نشتم

لم تتكن تتخيل سيده الشاشة فاتن حمامه عندما صدمت جمهورها وقامت بتزويج  كلمتي “ابن وكلب” في فيلم الخيط الرفيع أن يأتي يوم يتحول فيه الحوار بين بعض المصريين إلي تبادل الشتائم و السباب .
بالتأكيد لم تكن فاتن حمامه مسئولة عن مستنقع الانحدار الذي شهده المجتمع المصري في السنوات الأخيرة ، فهناك الكثير من العوامل والأسباب ؛ لكن المشكلة الحقيقة تكمن عندما يري البعض أنه ليس هناك مشكلة ؛ بل يتوالي التبرير لهذا الانحدار الفظي ويشكل جانباً غير قليل .
فهذا يخبرنا عن ثقافة البحر المتوسط وأننا مثل “الطلاينة” وكأن الشخصية الايطالية والبحر متوسطية  ليس لديها سوي “الشتائم” ، وذلك يؤكد أن الدراسات العلمية تثبت أن الشخص صاحب الألفاظ الخارجة لايعاني من أمراض العصر ، حاملاً شعار “اشتموا تصحوا” ، وثالث يري البياض في قلب “سليط اللسان” فهو لايمتلك سواد القلب الذي يجعله يختار  الصمت بدلاً من “قلة الأدب” !!! ولايمكن تجاهل أصحاب شعارات الحرية والواقع القبيح وغير ذلك مما يجعل اللفظ “الجارح” أقل الأضرار وكأن “الأقبح” سيعالج ماهو قبيح !!!
لاأدري بالتحديد ماالذي يجعل شخصاً لديه مساحة من العقل والخلق يختار السباب والشتائم بديلاً لطرح الأفكار والأراء والتعبير عنها سوي غياب كل هذا .
لقد تناقلت مواقع التواصل جزء من مقال للكاتب فكري أباظة يرصد فيه مظاهر تدهور أخلاق الشباب قائلاً ” إن الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف علي رصيف محطة الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهي البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة ؛ بنسوار ياهانم !!
ليست المشكلة في الأسلوب الراقي للكاتب والتعبير عن موقف به الكثير من ملامح الجمال وأن الشاب تجرأ أن يقول بنوسوار ياهانم !!! لكن الكارثة في تناقض من يعشقون هذا الرقي قولاً وينتابهم الحنين للزمن الجميل ؛ أما فعلاً فيستخدمون كماً هائلاً من الابتزال اللفظي !!!
القضية ليست مجرد انتشار الألفاظ الخارجة والسب  الذي أصبح بديلا للحوار والمناقشات التي من المفترض أن تساهم في تطوير “العقل المصري” ؛ لكن ذلك وغيره من ظواهر يجعلنا نبتعد تدريجياً عن كل ما كان يميز “المصريين” . فهل نحن مدركون ؟

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …