لقد وقعنا في الفخ !!

من غير المعقول أن تشعر أن الحوارات الفضائية والتواصلية يسيطر عليها جدلية “هل تشرق الشمس من المشرق أم من المغرب ” لتجد طرفين يسعي كل منهما أن يؤكد أو ينفي.
فهاهو فريق يبذل كل الجهد ليؤكد هذه الحقيقة بالأدلة والبراهين بدءً من قوانين علم الفلك والجغرافيا ليتطور الجدل نحو جاذبية الحروف لبعضها البعض وتوافقها وبالتالي عدم تناسب كلمتي الغرب مع الشروق أو الغروب مع المشرق مما يؤكد أن الشمس تشرق من المشرق .
علي الجانب الآخر فريق يسعي لنفي ذلك من خلال استغلال الكلمات والشعارات والمعلومات التي تؤكد امكانية شروق الشمس من المغرب علي اعتبار أن المقصود ب”المغرب” ذلك البلد الذي يوجد في شمال افريقيا أوأن ذلك قد يحدث استناداً إلي جاذبية الأطراف المختلفة أوحالة الاكتمال بين الشمس والمغرب ، ليمتد الجدل إلي الاستشهاد بان ذلك من علامات يوم القيامة وبالتالي لم لايحدث ، وهكذا نصل إلي أنه من الممكن أن تشرق الشمس من المغرب !!
هذا الحوار نموذج مكثف ومصغر لما يحدث في المجتمع المصري بصورة لحظية ، لنجد أننا ننقاش قوانين الجاذبية أو كروية الأرض وغير ذلك من بديهيات لتستمر دوامة الجدل العقيم التي لاتؤدي إلي شيء .
ليتصدر المشهد المفترض أنه “اعلامي” مجموعة اشاعات وصور مفبركة وبعض الأكاذيب ، هاهي اشاعات عن تعويم الجنيه دون ادراك الفرق بين مفهوم التعويم وخفض العملة ، وصورة فوتوشوب لوزير خارجية المصري في عزاء له وضع خاص ، ليتحول الجدل نحو الحديث عن “الدموع” التي لم تكن موجودة وكأنك في احتياج لمعرفة ابجديات الاعراف الدبلوماسية وطبيعة المشاركات الرسمية ، وفنان يخالف القانون بصورة لالبس فيها فتجد جدال ماانزل الله به من سلطان ينطلق من نص القانون مطبق في كافة الدول نحو أشياء أخري ، وارهابي يموت بالسرطان فتعرف أن الحبس من أسباب الاصابة بهذا المرض ولذلك يتم التبرع لبناء مسجد صدقة علي روحه في اثيوبيا كما سبق التبرع لغيره بحفر آبار مياه في افريقيا !!
واشاعات لاتدري مصدرها واكاذيب تتوالي في ظل دعوات للخروج وكسر القيود ولاأدري بالتحديد أي قيود في ظل سهرات الردح والسب الليلي المنتشرة علي كافة الفضائيات ، لتتسع دوائر الجدل الوهمية في مجتمع به الكثير من المشاكل الحقيقية التي تحتاج للمناقشة وطرح الحلول القابلة للتنفيذ .
ولاأدري لماذا تذكرت بني اسرائيل حين سألوا نبي الله موسي عن “البقرة” المراد ذبحها ، وقد كان من الأسهل والأيسر أن يسيروا وراء خيط البداية الذي يؤكد أنها مجرد “بقرة” لكن الجدال جعلها بقرة “صفراء فاقع لونها تسر الناظرين” ، ثم تذكرت جملة “لقد وقعنا في الفخ” التي عجز أن يقولها عادل امام عندما كان “مرجان احمد مرجان” ؛ فقالها كل من ليس له أي علاقة بها لنضحك ولا ندري أننا نشاهد مأساة . فهل نحن مدركون ؟

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …