دليلك العصري لقراءة الخبر المصري

تابعت بحزن شديد الكثير من الاتهامات التي توجه لوسائل الاعلام وتنتقدها بصورة يومية  ؛ بل ازداد الأمر بصورة تثير الكثير من القلق علي وعي وادراك القاريء الذي يهتم بالشأن المصري عندما يتابع وسائل لايعرف كيفية التعامل معها ، ففي هذا العصر عليك أيها القاري العزيز قبل أن تنتقد وتهاجم أن تعرف كيف تقرأ الخبر بصورة صحيحة ، فعدم معرفتك بالتطورات الاعلامية التي تتعلق بكل ماهو مصري  والتي لابد وأن تكون علي علم بها جعلك لا تدرك كم من  الأخطاء ارتكبت .
وقد رأيت أن أوضح لك من خلال بعض النقاط مايساعدك علي القراءة بشكل سليم  ؛ وأول ماعليك فعله  أن تنسي كل ما عرفت وقرأت وسمعت عن الاعلام ودوره  ؛ وذلك حتي يمكنك التعرف علي القواعد الجديدة بصورة سريعة فيكفي ماضاع من وقت في اتهامات لم يكن لها سبب سوي عدم معرفتك بما حدث من تطور  .
بدايةً هناك قواعد أساسية وضعها بعض الكتاب كان لها التأثير بصورة مباشرة علي قواعد القراءة ، ويكفي أن تعلم تلك القواعد فيما يتعلق بالشأن المصري حتي تري بوضوح ماارتكبت .
 فالقواعد الخمس الذهبية للقاريء ؛ أولها أن عليه أن يبذل الكثير من الجهد حتي يصل إلي المعلومة ،  وثانيها إثارة الذهن  بصورة غير تقليدية ، وثالثها إثارة الشك في كل ماحوله ليتحول عقله إلي ناقد بصوره لاإراديه ، ورابعها التحفيز لتعلم اللغات الأجنبية ، وأخيراً تنمية المهارات الاعلامية  .
هذه القواعد كان لها الأثر العظيم علي صياغة الموضوعات والأخبار ، فعندما تجد عزيزي القاريء  انفصال تام مابين العنوان والخبر و اختفاء أي علاقة بينهما ، فهذا خير تطبيق لتلك القواعد لأنك في هذه الحالة ستبذل مجهوداً للوصول للخبر وستفكر بصورة غير تقليدية مما يدفعك للابتكار وستقرأ كثيراً وتشك في كل ما تقرأ مما سيطور لديك المهارات الاعلامية  بالاضافة إلي أنك في النهاية ستضطر لتعلم اللغات الأجنبية لتقرأ الخبر من مصدره .
هل أدركت ماارتكبت من أخطاء في حق الاعلام ؟ .
عندما تراجع القواعد الذهبية ستجد أنه في إطارها لاداعي لتكرار الأشياء فليس هناك سبب يجعل الكاتب يضع جملة جذابة تقوم بتلخيص الخبر ؟ ، فلماذا لاتحرك ذهنك وتتفاعل مع العنوان وتصنع انت خبراً مختلف ؟ ، فهذا في حد ذاته يعد تدريباً علي التفكير وإثارة العقل وفي نفس الوقت يجذبك للقراءة الجديدة التي تبتعد بك عن الملل الذي من الطبيعي أن يصيبك عندما تقرأ عنواناً وتجد تفاصيله في الخبر  .
اما الجانب الأكثر أهمية  فهو ألا تكتفي بمصدر واحد للخبر ؛ فعليك  أن تبحث  في أكثر من مصدر إذا أردت المعرفة الحقيقية ؛ فقد انتهي عصر المعلومة الواضحة المباشرة ؛ لأنه عليك بذل المزيد من الجهد للمعرفة وتعلم اللغات الأجنبية لتقرأ الخبر من مصادره  ، فالكاتب في هذه الحالة لن يكتفي بما كان يطلق عليه الترجمة الأمينة للخبر بل سينتقي مايريده من معلومات  .
اعتقد أنك أدركت أخطاءك الآن وعرفت أن تشكيكك في مصداقية ومهنية الاعلام لم يكن سوي محض افتراء ، فالعنوان الذي أكد زيادة الضرائب علي العاملين بالخارج بينما الخبر عن زيادة  “رسوم” تصاريح العمل التي لم تتجاوز الخمسين جنية ؛ لم يتجاوز تلك القواعد ؛  بل أراد لك الخير الكثير .
ولذلك فما حدث من ترديد العنوان الذي له علاقة بالخبر أو الحديث عن عدم قانونية ودستورية الضرائب الوهمية أو انتقاد الدولة كماهو معتاد كل ذلك لم يكن هدفاً للكاتب الذي التزم بقواعد كتابة الخبر المصري ، ولو عدت بالذاكرة ستجد الكثير  مماكتب عن قناة السويس والمشروعات التنموية وطائرات الرافال وغير ذلك كان وسيظل في ذات الإطار فالخطأ يتحمله القاريء الذي لم يكن عصري  ، فهل نحن مدركون ؟ .

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …