النواب فى مطبخ البرلمان!

 

محمد المصرى داخل المقالأحسب  أنه بعد أربعة أشهر من افتتاح مجلس النواب..  انجز فيها لائحته الداخلية الجديدة , وشكل لجانه الـ 25 فى معركة سيطرت عليها التربيطات والاجتماعات بين النواب  ، و صدق  المجلس  بدون مناقشات موسعة – الا قليلا – على 341قرارا بقوانين التى صدرت فى غيبة المجلس باستئناء مشروع قانون الخدمة المدنية الذى رفضه النواب لأسباب مختلفة , ووافق أيضاً على بيان الحكومة وبرنامجها بكل ما فيه من طموحات آجلة نتمنى أن تترجم على أرض الواقع حتى لاتكون مجرد كلام فى الهواء .. أستطيع أن أقول بكل صراحة لكل نائب كان  له شرف تمثيل الأمة : لقد بدأت ساعات العمل الشاق والمضنى تحت القبة .. وانتهت بلا رجعة  جلسات ” الشو الإعلامى ” التى كان يحاول فيها بعض النواب الوقوف أمام كاميرات الفضائيات ليلوحوا فيها إلى  أسرهم واقربائهم   فى البيوت , وأبناء دوائرهم  باعتبار أنهم من  النواب  الجدد الذين  يجلسون  فى مقاعد البرلمان لأول مرة أو يصورون أنفسهم ” سلفى ” فى القاعة ومتحف المجلس والبهو الفرعونى  ..  فهم  جاؤا  إلى قبة البرلمان  بجهدهم الشخصى أو أموالهم التى سيطروا بها على العملية الانتخابية  ومهدت لهم الفوز ..  أو دفع بهم إئتلاف فى “حب مصر ” الذى غير جلده و اصبح اسمه  فى ” دعم مصر ” ! ويحاول بعض نوابه  – للأسف الشديد – إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. وأن يكونوا هم حزب الأغلبية الجديد الذى يتحكم فى أعمال ومصير البرلمان وقوانينه التى تصدرمنه  والسيطرة على لجانه .. مما دفع النائب المنوفى  اسامة شرشر الى الأستقالة من هذا الأئتلاف احتجاجاً على مايحدث  !

ولكن الحقية  انهم لا يدركون أن مصر تغيرت ..  وأننا نريد بناء وطن تخلف كثيرا عن ركب الأمم المتقدمة  بسبب النظام الذى جسم على صدورنا 30 سنة واستحلت عصابته بزعامة الرئيس الأسبق مبارك  ثروات هذا  الشعب الغلبان ..  وأصبح أكثر  من 40% يعيشون  تحت خط الفقر .. ثم نظام الأخوان الذى خطف ثورة 25 يناير المجيدة 2011 و كان يريد أن تكون مصر كلها أرضاً وشعباً تحت أيديهم.!

اننا نريد من هذا المجلس أن يعمل نوابه  بجد وتفان من أجل مصالح الناس خارج القاعة بعيداً عن الشعارات الجوفاء التى لاتغنى ولاتسمن من جوع  وكان يرددها نواب الحزب الوطنى المنحل ، وبعيدا عن مصالحهم الشخصية .

 و أدعو كل نائب تحت قبة البرلمان أن يبدأ العمل الجاد فى لجان المجلس التى تعتبر  المطبخ الحقيقى للبرلمان ..  و يعد مشروعات القوانين ويدرسها جيداً لعرضها على اللجان كل فى تخصصه ، وأن تبدأ اللجان فى دراسة بعض القرارات والقوانين والتى صدرت فى غيبة المجلس وصدق عليها ، فبعضها يجب الوقوف أمامه كثيراً وأهمها قانون عدم الطعن على عقود الحكومة إلا من خلال طرفى التعاقد .

 فهذا القانون يفتح باب الفساد فى هذه العقود .. ولا أريد أن يخرج علينا  أحد ويقول : إن كثرة الطعون تعطل عمل المستثمرين ، وأكرر إن عدم الطعن يترك الباب مفتوحاً على مصرعيه لأصحاب الضمائر الخربة فى استغلال هذه العقود استغلالاً فاسداً .. كما أن حق التقاضى كفله الدستور والقانون لكل مواطن .. فلماذا تصر الحكومة على الاستمرار فى إعمال هذا القانون الذى أعده منير فخرى عبد النور فى ذلك الوقت وأصدره مجلس الوزراء فى حكومة المهندس ابراهيم محلب ؟!.

*****

اننى أقول بكل صراحة : إن نواب مجلس النواب والذى اثق فى غيرتهم على الوطن ادعوهم الى ضرورة  مراجعة  بعض هذه القوانين التى صدق عليها المجلس بلا مناقشة حقيقية لنكشف عوار بعضها و يجب تعديلها لصالح الناس والوطن  ولله الأمر من قبل ومن بعد .

Mohamedelmasr1@hotmail.com

شاهد أيضاً

( أرمى الطبله وخليك معانا )

مصر تضيف رصيدا جديدا لدورها الفاعل فى المنطقه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتظل …