نص كلمة رئيس البرلمان العربي

أوضح رئيس البرلمان العربي أنه أتي الى البرلمان الافريقي ممثلا للأمة العربية يحمل رسالة المحبة والمودة والسلام والتشاور والتعاون والتنسيق في كل القضايا الكبرى والمصيرية التي تمس أمن ومصالح وكرامة الشعوب العربية والإفريقية، متطلعا لتحقيق هذه الشراكة مع الرئيس وأعضاء البرلمان الإفريقي من كافة الدول الإفريقية، والتغلب على التحديات، وإزالة العقبات أمام تفعيل التعاون الأفريقي العربي وتطويره.

واليكم النص الكامل لكلمة رئيس البرلمان العربي :

كلمة الدكتور مشعل بن فهم السلمي
رئيس البرلمان العربي
في
الدورة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة للبرلمان الإفريقي
ميدراند – جنوب افريقيا
12 شعبان 1438 هـ- 8 مايو 2017م
صاحب المعالي روجي نكودو دانغ رئيس البرلمان الإفريقي
أصحاب المعالي أعضاء البرلمان الإفريقي،،،،، الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي روجي نكودو دانغ رئيس البرلمان الإفريقي على الدعوة الكريمة، ولجمهورية جنوب افريقيا رئيساً وحكومة وشعباً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
تأتي مشاركتنا اليوم في الدورة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة للبرلمان الإفريقي، انطلاقاً من عمق الروابط والمصالح المشتركة، والاعتبارات التاريخية والجغرافية والثقافية، بين العالم العربي وإفريقيا، فما يجمع الأمة العربية والشعوب الإفريقية تؤكده حقائق التاريخ المشترك، والتواصل الجغرافي، والتمازج الثقافي والحضاري، والتفاعل الحي، الممتد بين المجتمعات العربية والإفريقية، ويفرضه واقع انتماء نحو نصف الدول العربية إلى القارة الإفريقية، والعضوية المشتركة للبلدان العربية فيما بين البرلمانين العربي والإفريقي، والنضال المشترك ضد الاستعمار قديماً، وضد محاولات السيطرة والهيمنة والتفرقة والتفتيت حديثاً، فضلاً عن المصالح المتبادلة، في ظل عالم يموج بالتحديات الكبرى، وفي مقدمتها التحديات الأمنية التي تهدد سلامة وأمن العالم العربي وإفريقيا، ومنها تمدد التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم داعش وبوكو حرام الإرهابيين، ونواجه أيضاً تحديات تنموية مشتركة، ونتبنى مواقف تسعى إلى إرساء شراكة استراتيجية راسخة، وإلى نظام دولي عادل، من خلال إصلاح نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وزيادة المساعدات التنموية للدول النامية ولا سيما الدول الأقل نمواً.
وحرصاً من البرلمان العربي على تفعيل هذه العلاقة، وتقوية أواصر التعاون والتشاور الدائم والمستمر، والتنسيق في القضايا الاستراتيجية والكبرى والمصيرية التي تهم العرب والافارقة، الأمر الذي تم ترسيخه من خلال مذكرة التفاهم بين البرلمانين، والتي اعتمدت هنا في مثل هذا التوقيت قبل أربعة أعوام، وأرست أسس التنسيق والتعاون إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأثمرت عن عقد جلسة مشتركة في نهاية العام المنصرم بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، صدر عنها بيان مشترك تحت عنوان الشراكة الإستراتيجية الإفريقية العربية: دور البرلمانيين، وأكدت على دور البرلمانين العربي والإفريقي في تفعيل التعاون في شتى المجالات، التي حددتها بوضوح قرارات القمم العربية الإفريقية، وآخرها القمة العربية الإفريقية الرابعة التي عقدت في غينيا الاستوائية، وحملت شعار التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي، ونحن نتطلع إلى القمة العربية الإفريقية القادمة الخامسة التي سوف تعقد في المملكة العربية السعودية.
صاحب المعالي الرئيس…أصحاب المعالي أعضاء البرلمان الإفريقي:
إن علاقات الأخوة والجوار والمصير المشترك التي تربط العرب والافارقة، وتاريخ النضال الطويل، والكفاح ضد الغزو والاستعمار، كل ذلك يدعونا لدفع مسيرة هذه العلاقات التأريخية إلى منتهاها، في شراكة حقيقية، تُجسد التلاحم والترابط بين الأمة العربية والقارة الإفريقية. وإننا لنعتز بأن الأمة العربية دولاً وشعوباً، وقفت مع الدول والشعوب الإفريقية، وقدمت الدعم والمساندة في التحرر من الاستعمار البغيض، وهدم مشروع دولة الأبرتايد نظام الفصل العنصري هنا في جنوب إفريقيا، واستسمحكم معالي الرئيس في دعوة أصحاب المعالي اعضاء البرلمان الافريقي والحضور الكريم توجيه تحية إجلال وإكبار إلى الزعيم الراحل نيلسون مانديلا أحد أكبر رموز النضال والتحرر في العالم، الذي قاد شعب جنوب إفريقيا إلى زوال نظام الأبرتايد، وإن الشعب العربي ليتطلع اليوم، إلى موقف تأريخي من إفريقيا دولاً وشعوباً لدعمه ومساندته في هدم مشروع الأبرتايد في فلسطين المحتلة، الذي يمثل تطبيقاً فعلياً لنظام الأبرتايد البغيض الذي طُبق هنا في جنوب إفريقيا، فالشعب الفلسطيني الصامد يتعرض لأقسى أنواع الاحتلال والظلم والتهجير ومصادرة الأراضي والاضطهاد العرقي والديني، ويناشد الضمير الإنساني، بالوقوف معه ضد ما تقوم به دولة الاحتلال إسرائيل، دولة تمتلك كل الأسلحة القاتلة ضد المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء، وإدانة هذه الجرائم اللا إنسانية، وجدار الفصل العنصري، وانتهاك حقوق الأسرى في سجون الاحتلال.
إن طلب الشعب الفلسطيني والعربي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م عاصمتها مدينة القدس الشرقية، وهو طلب يتفق مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
صاحب المعالي الرئيس…أصحاب المعالي أعضاء البرلمان:
أتيت لكم اليوم ممثلاُ للأمة العربية أحمل رسالة المحبة والمودة والسلام والتشاور والتعاون والتنسيق في كل القضايا الكبرى والمصيرية التي تمس أمن ومصالح وكرامة الشعوب العربية والإفريقية، وأتطلع لتحقيق هذه الشراكة معكم معالي الرئيس وأعضاء البرلمان الإفريقي من كافة الدول الإفريقية، والتغلب على التحديات، وإزالة العقبات أمام تفعيل التعاون الأفريقي العربي وتطويره.
وختاماً، لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم جميعاً ولكم معالي رئيس البرلمان الافريقي، لحرصكم على مشاركتنا معكم في هذه الجلسة التاريخية، سائلا الله عز وجل لكم التوفيق في أعمال هذه الدورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

شاهد أيضاً

البرلمان يؤجل جلسته العامة المقررة للنظر فى الإجراءات التى يجب اتخاذها بعد تفجيرى كنيستى طنطا والإسكندرية

القاهرة : وكالات / قررت اللجنة العامة لمجلس النواب تأجيل اجتماعها الذى كان مقررا صباح …