“الاستشراق” لإدوارد سعيد يؤكد محاولات الغرب لفرض قيودة على الشرق

كتبت د. نسرين مصطفى

أقيم ضمن محور الكتب المؤسسة للثقافة العربية، مناقشة كتاب “الاستشراق” للبروفيسور الراحل إدوارد سعيد، بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وناقش الكتاب؛ الدكتور مصطفى رياض، والدكتور عادل ضرغام، وأدار المناقشة؛ الدكتور سيد ضيف الله.

يتناول إدوارد سعيد في كتابه موضوع الاستشراق وخلفياته وكيف استطاعت الثقافة الغربية من خلاله أن تتدبر الشرق وحتى أن تنتجه سياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا وعقائديًا وعلميًا. ومن جهة أخرى يتحدث إدوارد سعيد في كتابه هذا عن الاستشراق الذي احتل مركز السيادة بحيث فرض قيوده على الفكر الشرقي وحتى على من يكتبون عن الشرق، وغاية حديثه هذا هو الوصول الى كيفية حدوث كل ذلك ليكشف عنه وليظهر أن الثقافة الغربية اكتسبت المزيد من القوة والهوية بوضع نفسها موضع التضاد مع الشرق باعتباره ذاتاً بديلة.

في تقديمه للندوة، قال الدكتور سيد ضيف الله، إن الكتاب لم يكن مؤثرا في الثقافة الغربية وحدها وإنما كان له تأثيرًا كبيرًا على الثقافة العربية ليس في المجال الأكاديمي وحده وإنما في الواقع الثقافي بشأن عام، وهذا الكتاب واحد من أهم الكتب المؤسسة في تشكيل العقلية النقدية في العالم العربي، ورأى “ضيف الله” أن هذا الكتاب وصمة عار، فهناك أجيال أصبحت تشعر بعد هذا الكتاب بأن عى جبينها وصمة عار بسبب صفة المستشرق، مشيرًا إلى أن هذا النفور من كلمة المستشرق، تأتي على خلفية ربط المستشرق بالاستعمار والامبريالية، وأعتبر أن ما طرحه إدوارد سعيد تم توظيفة بأشكال مختلفة، والمفارقة أن الفرقاء اتفقوا، والخصوم السياسين اتفقوا على أن إدوارد سعيد هو ابن شرعي للمختلفين والمتفقين لكليهما، فقدم لهم الذخيرة النقدية التي يسعون إليها.

فيما قال الدكتور مصطفى رياض، إن إدوارد سعيد يقدم عمله من منظور النزعة الإنسانية، ويعود إلى عصر النهضة الأوروبية، وكتاب “الاستشراق” كان صدمة للمجتمع الأكاديمي الأمريكي،  وكان يخرج عن العرف المألوف، إذ غرد إدوارد سعيد خارج السرب وقدم لنا من الآداب الإنجليزية ما يثبت وجهة نظره، فقدم لنا مفهوم نظري

والكتاب يصف ثنائية الشرق والغرب،  من خلال الأعمال التي تنتمي الي العلوم الانسانية استطاع ان يرصد وجود مثل هذه الثنائية وحدد لها نقطة البداية وبدايات عصر الاستعمار وخصوصا العصر الانجليزي والفرنسي، فرسم ثنائية تفصل بين شرق وغرب، وقدم هذه الثنائية بمنهج وصفي واستخدم فيه مناهج النقد في ذلك الوقت.

وأكد أن الكتاب ليس كتابًا سياسيًا وإن كان له أصداء سياسية، إل رصد ما كتبه الغربيون عن الشرق منذ عهد الاستعمار وهو يعلم جيدًا أن العالم كان أقرب للتقارب بين اجزائه لكن الاستعمار ما قام به من أعمال سياسية وعسكرية، قام بتدمير مفاهيم وصور عن الشرق نتيجة عن اسكات صوت الشرقي، والكتاب يتتبع من خلال قراءات سعيد تلك الصورة النمطية.

ورأى أن رؤية إدوارد سعيد عن الاستشراق، لم يبدأها في كتابه هذا فقط وإنما هناك كتاب آخر وهو “الثقافة والإمبريالية”، تكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يستكمل الصورة، فالاستشراق يقدم الثنائية وصفية ولكن يلي ذلك في “الثقافة والامبرالية”، نجد إدوارد سعيد يحاول ان يرأب الصدع ويسد الفجوة التي احدثتها تلك الثنائية، فاهم فصل في الكتاب الثاني فصل “التداخل تاريخيا وجغرافيا”، وهبا التداخل في راي سعيد ونقاد الاخرين يرأب هذا الصدع بين تلك الثنائية.

وأضاف “أشار سعيد في الاستشراق إلى مساله مهمة تتصل بالوسط الأكاديمي الأمريكي، فيقول سعيد فيما معناه أن المؤسسة الامريكية لا تبذل جهدا في البحث فيما بين النظام الفوقي والقاعدي، بل يقول في بعض الأحيان أن الحديث في هذا المجال ممنوع اذن هناك مجال خصب للبحث يجمع بين طرفي تلك الثنائية حتي نستطيع ان نتقدم الي الامام، فلا يفيد البكاء علي اللبن المسكون”.

وتحدث عن إدوارد سعيد وطه حسين وقال “كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) لطه حسين، يلفت النظر ويصدم القاريء حين يقرأ ما يقوله طه حسين أن العقل المصري ليس شرقيا أو هو اقرب لحضارة اليونان، ويبدو أن طه حسين أراد ان يلحقنا بالغرب كي لا نظل في خانة الشرق المستبد، في حين أن أدوارد سعيد أراد أن يفتت هذه الفجوة بين الشرق والغرب”.

شاهد أيضاً

عمرو الفقي: مهرجان العلمين يستهدف مليون زائر من الوطن العربى

قال عمرو الفقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان …