رواية “لاجئو بيشاور” مرجعا تاريخيا مهما

كتبت د. نسرين مصطفى

استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي بقاعة سهير القلماوي، لقاء مع الكاتب اللبناني محمد الطعان حول تجربته الروائية ورواية “لاجئو بيشاور”، وناقشه الدكتور محمد إبراهيم طه، والروائية أماني الشرقاوي، والكاتب محمد التداوي، وأدار اللقاء سمية الترك.

وتدور أحداث الرواية في أفغانستان 1989 خلال حصار مدينة جلال آباد٬ وهى علي وشك أن تسقط في يد المجاهدين الذين كان الأمريكيون يطلقون عليهم “مقاتلون من أجل الحرية”، كان هدف هؤلاء الاستيلاء على السلطة بعدما نجحوا في طرد القوات السوفياتية من البلاد، وهذا ما لم يكن الأمريكيون يريدونه، فعمدوا إلى قطع المساعدات العسكرية عنهم ما أجبر هؤلاء المجاهدين على التوجه نحو زراعة الخشخاش ليشتروا من ريعه السلاح.

في كلمته، قال الدكتور محمد إبراهيم طه إن رواية “لاجئو بيشاور” التي يتجاوز عدد صفحاتها 500 صفحة، عالج فيها أزمة أفغانستان بشكل وثائقي عبقري بطريقة موجهة لقارئ غير عربي لأن المؤلف اللبناني محمد الطعان من الكتاب الفرانكفونيين، والرواية مكتوبة بالفرنسية.

وأضاف طه أن الطعان نأى بسيرته الذاتية عن نص الرواية ليستعرض بإخلاص معلومات متزاحمة ووثائقية عن المشكلة الأفغانية، مشيرًا إلى أن شخصيات الرواية تحمل كما معرفيا ضخما لا تستطيع تحمل كل البناء الفني الذي شكله المؤلف في فضاء تلك الشخصيات، فجاءت الرواية مزجا بين الطريقة الأدبية والشكل السردي وبين موضوع الكتاب المعرفي الموثق للمعلومات، وأكد طه أن الطعان تسامح مع التقنيات الروائية وتنازل عنها في سبيل الموضوع الذي يكتب من أجله، حتى فقدت خصوصيتها الفنية والذاتية.

فيما قالت الروائية أماني الشرقاوي إننا نعاني منذ عقود من انتشار التيارات الإسلامية المتطرفة منذ توجههم ناحية أفغانستان للحرب ضد السوفيت بمساعدة أمريكية.

واضافت الشرقاوي خلال كلمتها بندوة مناقشة أعمال الروائي اللبناني محمد الطعان، أن رواية “لاجئ بيشاور” راقبت المشهد السياسي أثناء نشوء التنظيمات الإرهابية وتطور حركة طالبان مع أسامة بن لادن، فاستطاع أن يحشد العديد من المحاور المختلفة في رواية ضخمة للغاية، منها الدور الأمريكي في رعاية الإرهاب العالمي، ومراحل تطور العنف الديني، وتورط الاتحاد السوفيتي في الحروب مع جماعات إسلامية ، واوضحت الشرقاوي أن رواية الطعان عانت في بعض المواقع من تكرار نفس المعاني خلال صفحاتها الكبيرة، واعتبرت أن الرواية تعتبر مرجعا تاريخيا مهما.

وأكد الكاتب محمد التداوي، أن “لاجئو بيشاور”، تسير علي نفس النسق الذي يسير عليه الطعان منذ بدأ الكتابة فيما يتعلق بالسرد التاريخي على شاكلة عبدالرحمن الجابرتي مع مزج أحداث حالية بنفس نسق الرواية مبتعدًا عن شكل الرواية التقليدية، موضحًا أن الرواية مكتوبة بالرواية باللغة الفرنسية، وهي رواية تدور حول قصة اللاجئين إما عجائز أو نساء أو أطفال، وجميعهم شخصيات مهمشة، لم نعرف اي تفاصيل عن حياتهم

شاهد أيضاً

عمرو الفقي: مهرجان العلمين يستهدف مليون زائر من الوطن العربى

قال عمرو الفقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان …