كتاب ” نهاية السياسة التمثيلية” يطرح اسئلة تبحث عن اجابات

كتبت د. نسرين مصطفى

استضافت قاعة البرنامج المهني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي، تحت عنوان كاتب ومترجم، مناقشة كتاب “نهاية السياسة التمثيلية” لسايمون تورمي، ترجمة الدكتور حسام نايل، المدرس بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، والصادر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة، شارك في المناقشة نخبة متخصصة في الشأن السياسي الداخلي والإقليمي والدولي وهم؛ الدكتور أحمد الجمال، والدكتور أحمد ناجي قمحة، والدكتور عاطف السعداوي، وأدار اللقاء الدكتور محمد أحمد مرسي.

وجاء على غلاف الكتاب الصادر حديثًا عن المركز القومي للترجمة: “يمثل هذا الفحص المعاصر لعلاقة المواطنين الراهنة بالسياسة التمثيلية إسهامًا حيويًا في النقاش الدائر حول الديمقراطية بصورتها المستقرة اليوم، رسميًا، في معظم بلاد العالم”، إذ يتناول سايمون تورمي “أستاذ النظرية السياسية” أزمة التمثيل السياسي التي برزت أعراضها بروزًا واضحًا منذ مطلع الألفية الجديدة حتى أشهر قليلة قبل صدور الكتاب عام 2015، فيما يُعرف بـ”مناهضة تيار السياسة السائد”. يعيد إلى الأذهان كتاب صمويل هنتنجتون “الكتاب السياسي في مجتمعات متغيرة”، الصار قبل خمسين عامًا تقريبًا.

وقال الدكتور أحمد ناجي قمحة، إن كتاب “نهاية السياسة التمثيلية”، كتاب معني بطرح الأسئلة أكثر من الإجابة على التساؤلات حول السياسة والأحزاب، مشيرًا إلى أن المؤلف سايمون تورمي قد عرض نهاية دور الحزب السياسي، وعرف النشطاء في إطار دعمهم للمؤسسات الدولية المعترف بها.

وأضاف أنه في مصر لم تكن للأحزاب السياسية دورا واضحا حتى ثورة يناير، ثم أشار إلى أن كل تجربة سياسية في العالم لها خصوصيتها، ولكل دولة نموذج ليس من الضروري أن ينطبق في دولة أخرى، كما وجه ناجي حديثه إلى أهمية الوعي العام وما له من أهمية خطيرة، مشيرًا إلى أن التأثير على الوعي المصري أمر في منتهى الخطورة، وذكر عن الأحزاب السياسية قبل ثورة يناير، قال الدكتور ناجي: “الأحزاب عاجزة عن التعبير عننا وقادتهم كذلك، مشيرًا إلى أن الشباب استطاعوا أن يعملوا بمفردهم بعيدًا عن الأحزاب السياسية نتيجة لإنعدام دورهم.

فيما قال الدكتور حسام نايل، “أنا دخيل على المسائل والعلوم السياسية، فدراستي في النقد الادبي بجامعة القاهرة، فقد تربيت على أيدي العديد من الأساتذة الذين علمونني أن أتتبع أصل الأمور وأستمع لأهل الخبرة، ففي ٢٥ يناير ٢٠١١ كنت أعد رسالة الدكتوراه، وحولي العديد من الاحتجاجات التي لم اعطيها أي اهتمام، وعندما بدأت الثورة تتفاقم تحديدًا في ٢٨ يناير، بدأت أدرك أنني لم أفهم أي شيء في السياسة،  واعتبرت أنه خلال رحلة تعليمي في ١٥ عام، أنني كنت أعيش في ترف بعيدا عن الواقع، واكتشفت انني في ازمة وصُدمت بما أنا عليه”.

وأضاف “وترجمت في عام ٢٠١٢ كتاب ضد التفكيك، ثم تفرغت لمشكلة ما الذي حدث في مصر منذ عام ٢٠١١ حتى ٢٠١٣، فبدأت بكتاب النظام السياسي في المجتمعات الغربية، وهو كتاب يقدم صورة وفكرة الدولة وتداول السلطة فيها عبر الحزب السياسي، ففهت ماذا تعني الدولة وما هو الحزب السياسي، حتى صدر كتاب نهاية السياسة التمثيلية الذي يدور حول ما بعد الحداثة وأزمة الحزب، ثم يأتي كتاب الصحة والبرج الذي من المفترض اصداره خلال الفترة القريبة، ليدور حول الشبكات والسلطة من الماسونيين الاحرار والى الفيس بوك، وهذا الكتاب يؤكد على ان العالم لا يمكن ان تحكمه شبكات وإلا تؤدي إلى الفوضى ولا بد من نظام هرمي لضبط هذه الشبكات، كما ييرصد الكتاب  تكوين الشبكات وعلاقتها بالنظام الهرمي، وأي شبكة لا تستطيع أن تهاجم نظام هرمي اخر الا بتحريض من نظام هرمي آخر”.

كما أكد المترجم أن الأوضاع السياسية تغيرت في العالم كله خلال الأعوام الأخيرة خاصة بين أعوام ٢٠١١: ٢٠١٤، مؤكدا أن النظريات السياسية القديمة للسياسة، وحتى ظهور الحداثة، تؤكد أن التغيير في الدولة يكون بأدوات سياسية ومن أهم هذه الأدوات هو الحزب السياسي.

وحذر الدكتور أحمد الجمال من خطورة فشل الأحزاب، وقال “هذا الفشل المتنامي سيكون من تبعاته اللجوء للجيتوهات الفرعية، مشيرا إلى أن الجماعات الدينية نجحت في إقامة المستوصفات والمدارس لخدمة أهدافهم، بينما وجد المسيحيون أنفسهم يتقوقعون في الكنيسة والدير وبداخلها كل الخدمات التي يحتاجها شعب الكنيسة”.

 وأضاف:أصبحت الجيتوهات مغلقة وحتى فيما يتعلق بالحركات الفكرية، بدأت فكرة التفتيت تأخذ من المركب الحضاري المصري الذي تم بناؤه على مدار القرون، وتابع تفتيت الدولة وتحويلها الى جيتوهات خطر كبير يهدد الدولة، ووصلنا الآن الى أن يكون حل المشاكل عن طريق الشيخ والقس فيما يثار من ازمات، وتظل النار تحت الرماد، نظرا لغياب الأحزاب والنخب، وختم بقوله “عندما تنتهي الاحزاب تبدأ الكيانات الموازية، مؤكدا ان لدينا أزمة في المفهوم السياسي والثقافي والخروج لن يتم الا بفهم الواقع وتشريحه تشريحا دقيقا، واحترام التخصص وردم الفجوات الموجودة، بين الواقع والجامعات والأكاديميات”.

وقال الدكتور عاطف  السعداوي،  لقد قدم المترجم كتابا تميز أسلوبه بالسلاسة والسهولة بشكل يناسب جميع القراء وليس كتابا يناسب النخبة فقط، وجاء بشكل بسيط رغم انه يتناول موضوعا صعبا، وأضاف السعداوي أن ازمة الديمقراطية الغربية اصبحت الشغل الشاغل للمهتمين بالموضوع الديمقراطي والسياسي، مشيرا إلى أن قوة الكتاب تأتي من أنه لم يتعرض لخصوصية المجتمعات العربية، واتجاهه الى ان الديمقراطية نشأت وتدمرت بالمجتمعات الغربية، فهذا كتاب علمي يدلل بالأرقام حول عضوية الاحزاب وما يحدث بداخلها، ولكن الكتاب فقط يعتبر وصف وتشخيص للحدث دون تقديم اي حلول.

شاهد أيضاً

عمرو الفقي: مهرجان العلمين يستهدف مليون زائر من الوطن العربى

قال عمرو الفقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان …